جب جنّين أون لاين

سيرة أب فاضل.. الخوري غنطوس يعقوب حداد



ولد الخوري غنطوس يعقوب حداد في جب جنين عام 1871. منذ صغره كان مولعاً بالكهنوت وكان يساعد خوري الضيعة بخدمة القداس في الكنيسة القديمة . كان دائماً وبعكس ما كان يرغب به والده الميسور يُبدي رغبته بأن يكون كاهناً . استجاب الله لدعوته وتمت سيامته كاهناً عام 1902 ( وأصبح اسمه الخوري أنطونيوس ) ببركة خاصة من مطران طرابلس ، الذي أصبح لاحقاً البطريارك الرابع الملقب ببطريرك العرب. تزوج من الخورية قمرة خليل حداد وأنجب منها عائلة مؤلفة من ابنتين وخمسة صبيان وهم : بهية – يعقوب – إسحاق – مخائيل – مريم – نقولا و ابراهيم.
تسلّم الكاهن الشاب كنيسته في جب جنين بدائية البناء ( من طين وتراب ) وكانت الرعية أكبر من أن تحتويها . فاتح الخوري أنطونيوس البطريرك في بناء كنيسة جديدة ، فأجابه "بأن العين بصيرة واليد قصيرة ".
شاءت الأقدار بأن يشبّ حريق كبير في الكنيسة وأتى عليها بالكامل ، استطاع الكاهن من إنقاذ بعض الكتب المقدّسة من لهيب النار.

تمّ العزم على بناء هيكل جديد من صخر وقرميد بالقرب من بيت الخوري ، بمساعدة أبناء الرعية من مغتربين ومقيمين وبهمّة الكاهن أُتمّ بناء الكنيسة عام 1923، وما يزال الكثيرون من معمّري جب جنين يذكرون كيف كان الخوري يربط جبّته على خاصرتيه ويساعد في إتمام أعمال البناء.

أعجب البطريرك بهذا الكاهن كيف أنّ أمنيته تحقّقت بأسرع ممّا كان يتصوّر ، فأهداه أبياتاً من الشعر ووثيقة نادرة جداً وهي عبارة عن شجرة نشوء المسيحية.
عام 1934 عندما توافرت بعض الأموال أتمّ الخوري الكنيسة من حجر ورخام . واتخذت شكلها النهائي عام 1950.

سيرة حياة هذا الكاهن خارجة عن المألوف ، فقد كان يعطي دون مقابل ، يصالح البشر مع بعضهم البعض ، كان بيته مفتوحاً ليلاً ونهاراً أمام الضيوف والمحتاجين . لُقب الخوري غنطوس بخوري الإسلام لأنه كان يزور القرى المجاورة للتعارف والتقارب وتقوية وشائح الإلفة والمحبة . كان يتدخّل عند الحاجة ليصلح الأمور بين المسلمين أنفسهم أو بين المسلمين والمسيحيين أحياناً.

عرف الخوري بكرمه وبفضائله وبأخلاقه كما عُرف بحس الفكاهة . كان من القلة الذين يلمون بالقراءة ، لذلك كان المهاجرون من أبناء منطقته يبعثون إليه برسائلهم وأموالهم لتسليمها إلى ذويهم . كانوا يثقون به ثقة عمياء.

في عامه السبعين أصابت حمّى بغيضة الخوري غنطوس وذهب إلى الجامعة الأمريكية للمعالجة ، تبين أنّ حالته غير قابلة للشفاء وطُلب من الأهل العودة به إلى بلدته . كان جمهور من الأقارب والأصدقاء والأهالي من جب جنين والجوار بانتظار الخوري أمام دارته.

استعاد الله أمانته في 23 – 12 – 1942 عن واحد وسبعين عاماً . ودفن حسب رغبته في كنيسة مار نقولا في جب جنين.



BEIRUT WEATHER

  الأكثر قراءة




  الوفيات


القاضي الشاعر محمد شمس الدين

علمٌ قضائيٌ بارز ، وشاعِرٌ مُرهف وصحافي سابق مؤسس صوت البقاع، ذلك هو باختصار القاضي الراحل والأديب محمد شمس الدين. والذين عرفوه أحبوا فيه تلك الصّفات المميزة التي تشدّك اليه مثل التواضع الجمّ، والضمير الحي والوطنية الثاقبة، حيث كانت له في كل مناسبة وقفة وفي كل حدثٍ إيحاءً ي...







 
جب جنّين أون لاين