جب جنّين أون لاين

حرب لـ"النهار": أحاول ألا أرى لبنان وعون رئيس جمهوريته


حسم الرئيس سعد الحريري خيارَه بدعم ترشيح النائب العماد ميشال عون وفق التقديرات السياسية الأولية، وبدأت مرحلة "معقدة" تتمثل في إخراج هذا الخيار أمام الحلفاء والجمهور والأهم أعضاء كتلة "المستقبل" بهدف لملمة أي نتائج سلبية متوقعة، لكن على الرغم من ذلك فإن عون لا يزال غير مطمئن أمام الجدار الاسمنتي الأخضر الذي رسمه رئيس مجلس النواب نبيه بري وبالتالي بات السؤال الأهم: هل اتجاه بري إلى خيار المعارضة جديّ أم أن رفضه وصول عون يندرج في إطار رفع مستوى الشروط والمكاسب إلى حين انضاجها؟ اذ يدرك الأفرقاء السياسيون أن تمرير رئاسة الجمهورية من دون رضى بري أشبه بـ"المستحيل" ولن يكون حال البلد "سليماً". وفي الوقت عينه، أن يكون رئيس المجلس في صفوف المعارضة "أمر غير منطقي"، فهل اتخذ بري قرار التنازل عن كرسي الرئاسة الثالثة ودخول صفوف "المعارضة" فقط لمواجهة الرئاسة العونية؟

يشكك مراقبون في امكانية اتمام الاستحقاق عونياً، معتبرين أن ترئيس عون سيكون عنوان جولة من التفاهمات محورها سلاح "حزب الله" وتدخله في سوريا، اضافة إلى "الثلث المعطل" والحقائب الوزارية، وبالتالي قد تكون هذه الطريق طويلة ونهايتها "مقطوعة"، وفي المرحلة الحالية العين على "عين التينة"، وبالتالي يسأل وزير الاتصالات بطرس حرب: "هل سيتم تجاوز بري كرئيس مجلس، حتى لو لم يؤيد عون أم سيؤخذ موقفه في الاعتبار؟".
حرب المعارض لخيار ايصال عون إلى قصر بعبدا، يقول لـ"النهار": "بري غير مقتنع بأن خيار عون سليم للبلد، ورئيس مجلس النواب هو عراب العملية الانتخابية ومن الصعوبة ان تحصل انتخابات رئاسية ويكون خارجها، فضلا ًعن انعكاسات حصولها بتغييب دور رئيس المجلس قد تكون سلبية على النظام السياسي"، فوفق خبرة حرب السياسية والدستورية "في هذه المحطات الدقيقة، لا تفيد سياسة الكسر بل تؤدي إلى نتائج سلبية".
الوقت لاتمام أي تفاهم عوني مع بري ضيّق بسبب سفره وعودته قبل يومين من موعد الجلسة، ويخشى العونيون أن يطرأ أي جديد يغيّر المعادلة التي بلغوها في حال لم ينتخب عون رئيسا في الجلسة المقبلة، ولهذا يميل حرب إلى "لا رئيس في 31 الحالي لكن الفرص ليست معدومة".

نضوج الخيار

ويدرك حرب أن الحريري اتخذ خياره بتأييد عون، وهو لم يطّلع على تفاصيل المبادرة التي أنضجت هذا الخيار، مؤكداً أنه يرفض "مبدأ الصفقات السياسية"، ويقول لـ"النهار": "لو حصلَ اتفاق بين الحريري وجعجع وعون على برنامج وطني لرؤية لبنان المستقبل وكيفية حمايته من زنار النار الذي يرافقه لكان الموضوع جديراً بالبحث، ولكنا وصلنا إلى قواسم مشتركة مع مبادئنا التي ناضلنا من أجلها وقدمنا لها الشهداء وحياتنا لأجلها".


حرب ثابت في خياره، ويوضح: "أؤيد الشخصية التي تلتزم مبادىء "14 آذار" التي أسير عليها، واذا لم تكن هذه الشخصية متوافرة، حينها سأختار بين المتاح وإذا خيّرت بين النائبين سليمان فرنجية وعون فأنا أميل إلى الأول لأنني أعرف عناصر التعامل معه وحدود التعاطي السياسي معه، خصوصاً في القضايا الوطنية، في المقابل لا أعرفها مع عون ولا رغبة لديّ في دخول المجهول ولا أريد لضميري أن يتعب أني اتخذت قراراً يختلف ويتناقض مع قناعتي السياسية"، موقف حرب ليس نابعاً من أي تفاهم مع فرنجية، مشدداً على "اني لست من الذين يجرون تفاهمات لتأمين المصالح والمراحل المقبلة، بل لديّ مبادئي".
لماذا ترفض تبني ترشيح عون؟ يجيب: "الأمر لا علاقة له بالشخصي، لكني أعرف سياسة عون منذ دخوله الحياة السياسية والشأن العام، وأعتبرها خاطئة ومدمرة، ولا يمكنني ان أمسح ماضيه، خصوصاً انه لم يتخذ أي مبادرة تدل على ان هناك تغييراً في الموقف بل على العكس، ورغم ذلك اذا أصبح عون رئيساً سأكون أول المهنئين وسأتعامل معه كرئيس جمهورية، اما في شأن تأييد سياسته او لا فيعتمد الأمر على السياسة التي سيسير عون عليها؟".


اعتاد حرب الانضمام إلى صفوف المعارضة، ويعتبر أن "أكثر المراحل السياسية المميّزة على الصعيد السياسي تجلّت حين كان معارضاً وليس في الحكم"، ويضيف: "لا مانع ان أكون معارضاً واعتدت ذلك، كما ان المعارضة القليلة تكون فعالة أكثر ومسموعة من الرأي العام".
كيف ترى لبنان وعون رئيساً للجمهورية؟ يرد "أحاول ألا أرى وعون رئيساً، خوفاً على صورة البلد وما يمكن أن يحصل". وفي الوقت عينه، يؤكد حرب أن لا يمكنه أن يحكم على استراتيجية عون التي سيتبعها، ويقول: "لا أعرف استراتيجيته الرئاسية لأنه متقلب، فبعد ان خاض معارك ضد الميليشيات المسلحة باعتبارها غير شرعية عاد وتحالف معها في فترة لاحقة، وبعدما كان ضد تدخل الآخرين في شؤون لبنان وتدخلنا في شؤونهم وافق على تدخل الحزب في الحرب السورية، وبالتالي لا أعرف استراتيجيته، وسنعمل معه على القطعة، واذا احسن السلوك فلا داعٍ لأن نكون معارضين واذا اساء فسنكون كذلك".
وفي شأن مصير المستقلين في الحكم، يقول حرب: "خلافنا مع الطامعين بالسلطة والدولة انهم لا يدركون ان التأثير السياسي لا علاقة له بالمراكز والوزارت والنيابة، فمن هم في المعارضة لهم قيمة بقدر المتواجدين في السلطة"، مستنداً الى تجربة حكومة الظل من النواب المعارضين في انكلترا، ويضيف: "الله يستر لبنان اذا لم يعد هناك مستقلون والله يستره اذا اصبح كل الناس حزبيين ولا احد في الوسط، الله يستر لبنان من مواجهات بين الطوائف، وهنا يكمن دور المستقلين الوسطيين المتمسكين بالمبادىء والذين يطالبون ببرامج وطنية وليس برامج تخدم فئة ضد أخرى".
بطرس حرب خارج اطار التسوية التي يشهدها لبنان حالياً، فهو يرفض التوجه إلى اتفاقات على حصص وتعيينات وفقاً لمبدأ "هيدا بخصنا"، ويكرر "لو كان حصل الاتفاق بين #الحريري و#جعجع على برنامج سياسي ووطني واضح كان يمكن ان نبني عليه موقفنا".


ماذا عن علاقة حرب والحريري؟ يجيب: "أنا مستقل، وحلفي معه ينطلق مما يجمعنا من مبادىء وتوجهات وطنية لكيفية حكم البلد بما يحقق للبنانيين أفضل ظروف الحياة ويحقق حرياتهم وحقوقهم، وبالتالي أنا لا زلت مكاني، والحريري رئيس كتلة وازنة وله الحق بأن يتخذ أي موقف".


ويأسف حرب للأسئلة التي تربط رئاسة الجمهورية بالخارج، ويقول: "لو مارسَ اللبناني حقه والتزم بما ورد في الدستور فلما كان بحاجة إلى الخارج، لكن عنما ترتبط الملفات بمصالح محاور اقليمية ودولية ويتنازل اللبناني عن أداء واجبه ويعطّل البلد فمن الطبيعي أن يكون خيار الرئيس أجنبياً، فيما الشعوب التي تحترم أنفسها تأخذ في الاعتبار الواقع الدولي لكن هي من يختار الرئيس بعكس ما يحصل في لبنان".

وفي الحديث عن الخارج، يقول حرب: "لا شك أن النظام السوري في مرحلة "استعادة عافيته" لكن حتى لو كتبَت له استعادة السيطرة على الأراضي فان طموحه بمد نفوذه إلى لبنان لم يعدْ ممكناً بل أصبح عاجزاً على الطموح في أداء الدور الذي كان يقوم به ومنه المتعلق بالرئاسة. وفي هذا الوقت هناك عامل جديد في المنطقة يكمن بأن لايران يداً حزبية وعسكرية في لبنان ولها امتداد عقائدي كبير جداً ومؤثر جداً وفعًالاً جداً، وهي بلا شك اقوى من سوريا في الظرف الحالي".

المصدر : النهار



نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.
إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّائها!

BEIRUT WEATHER

  الأكثر قراءة




  الوفيات


القاضي الشاعر محمد شمس الدين

علمٌ قضائيٌ بارز ، وشاعِرٌ مُرهف وصحافي سابق مؤسس صوت البقاع، ذلك هو باختصار القاضي الراحل والأديب محمد شمس الدين. والذين عرفوه أحبوا فيه تلك الصّفات المميزة التي تشدّك اليه مثل التواضع الجمّ، والضمير الحي والوطنية الثاقبة، حيث كانت له في كل مناسبة وقفة وفي كل حدثٍ إيحاءً ي...







 
جب جنّين أون لاين