جب جنّين أون لاين

هجوم «إرهابي» يعصف بميونيخ


هاجم مسلحون مركزاً تجارياً مزدحماً في مدينة ميونيخ الألمانية مساء أمس مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، ودفع رواد المركز للهرب مذعورين والاختباء مما وصفته الشرطة بأنه هجوم إرهابي.

وطلبت السلطات من المواطنين إخلاء الشوارع وسارعت بإغلاق ثالث أكبر مدينة في البلاد مع وقف خطوط المواصلات وإغلاق الطرق السريعة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن ثلاثة مسلحين ما زالوا طلقاء بعد انتهاء إطلاق النار. وتم إعلان حالة الطوارئ في المدينة مع مطاردة الشرطة للمسلحين الفارين.

وأضاف المتحدث «نقول للمواطنين في ميونيخ إن هناك مطلقي نار طلقاء وخطرون.. ندعو المواطنين للبقاء داخل المباني«.

وقال بيتر ألتماير مدير مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن السلطات لا يمكنها تأكيد إن كان حادث إطلاق النار في ميونيخ يمثل عملا إرهابيا.

وذكرت شرطة ميونيخ إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا في الهجوم بينهم شخص عثر على جثته قرب موقع الحادث. وتحاول الشرطة التحقق إن كانت الجثة لأحد المهاجمين.

وقال ألتماير للتلفزيون الألماني «لا يمكننا تأكيد وجود صلة لما حدث بالإرهاب ولا يمكننا تأكيد عكس ذلك أيضا.. لكننا أيضاً نحقق في هذا الاتجاه«. وأضاف أن مجلس الوزراء الخاص بالشؤون الأمنية سيعقد اجتماعاً لتقويم الموقف.

وذكر متحدث باسم الشرطة إنه لا يوجد على الفور ما يشير إلى أن الهجوم له صلة بالتشدد الإسلامي لكنه قال إنهم يتعاملون مع الحادث على إنه عمل إرهابي. وقالت صحيفة تي.زد في ميونيخ إن أحد المهاجمين قتل. وأوضحت مجلة فوكوس الإخبارية الألمانية أن مسلحاً أطلق النار على نفسه في الرأس.

وأكدت الشرطة الألمانية العثور على جثة على بعد كيلومتر من موقع الهجوم.

وقالت محطة بايريشر روندفنك الإذاعية الألمانية إن الرجل الميت الذي عُثر عليه قرب موقع إطلاق النار في مركز تجاري في ميونيخ كان يحمل حقيبة ظهر حمراء مماثلة للحقيبة التي كان يحملها مسلح شوهد عند مطعم مكدونالدز حيث بدأ الهجوم وفقاً لما ذكرته تقارير. وقالت المحطة إن الشرطة تستخدم إنساناً آلياً لفحص الحقيبة.

وأظهر مقطع فيديو تم بثه عبر الإنترنت رجلاً يرتدي ملابس سوداء خارج مطعم ماكدونالدز على جانب الطريق وهو يشهر مسدساً ويطلق النار على الناس.

وقالت الشرطة إن شهودا رأوا إطلاق نار داخل مركز التسوق وفي الشوارع المجاورة له.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو على تويتر لأحد منفذي الهجوم على مركز تجاري في ميونخ وهو يصرخ «أنا ألماني، أنا ألماني«.

وبدا في الفيديو أحد المسلحين وهو يخاطب شخصاً آخر «أنا ألماني أفضل منك لأنك تعيش على المساعدات». ورد الشخص الآخر في الفيديو على المسلح بأنه هو ألماني أيضاً.

ومع وصول القوات الخاصة إلى الموقع بقي بعض الأشخاص يختبئون داخل مركز أولمبيا للتسوق الذي تقول الشرطة إنها أخلته.

وقالت عاملة في المركز أثناء اختبائها في غرفة للتخزين «أطلقت العديد من طلقات الرصاص.. لا يمكن أن أحصي عددها.. لكنها كثيرة».

وإطلاق النار هو ثالث هجوم كبير ضد أهداف مدنية في دول غرب أوروبا خلال ثمانية أيام. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن هجومين وقعا أخيراً في فرنسا وألمانيا.

ووافق أمس الجمعة ذكرى مرور خمس سنوات على مذبحة نفذها أندرس بهرنج بريفيك في النرويج قتل فيها 77 شخصاً. ويُعد بريفيك بطلاً لدى اليمين المتطرف في أوروبا وأميركا.

ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم لكن مناصرين لـ«داعش» احتفلوا على مواقع التواصل الاجتماعي بعملية إطلاق النار العشوائي. وقال أحدهم على تويتر «الحمد لله.. اللهم وفق رجال الدولة الإسلامية». وأضاف آخر «الدولة الإسلامية تتمدد في أوروبا».

وأظهر مقطع فيديو تم بثه عبر الإنترنت - ولم يتم التحقق من صحته - رجلاً يرتدي ملابس سوداء خارج مطعم ماكدونالدز على جانب الطريق وهو يشهر مسدساً ويطلق النار على الناس. وقالت الشرطة إن شهوداً رأوا إطلاق نار داخل مركز التسوق وفي الشوارع المجاورة له. وتم أيضاً إخلاء محطة السكك الحديدية الرئيسية في ميونيخ. وقالت محطة بي.آر إن الشرطة أغلقت العديد من الطرق السريعة شمالي ميونيخ وطلبت من المواطنين مغادرة تلك الطرق.

ويقع مركز التسوق بجوار استاد ميونيخ الأولمبي. وشهدت الألعاب الأولمبية عام 1972 احتجاز جماعة مسلحة فلسطينية تدعى «منظمة أيلول الأسود» لأحد عشر رياضياً إسرائيلياً رهائن في هذا الاستاد وانتهى الأمر وقتها بقتلهم.

وجاء الهجوم الذي وقع الجمعة بعد أسبوع من إصابة عدد من ركاب قطار ألماني في هجوم نفذه طالب لجوء يبلغ من العمر 17 عاماً بفأس وهو هجوم أعلن «داعش» مسؤوليته عنه. وأطلقت الشرطة النار على المراهق بعد أن أصاب أربعة أشخاص من هونغ كونغ على متن القطار وامرأة من سكان المنطقة أثناء هروبه.

وقال وزير العدل الألماني هيكو ماس لطبعة أمس من صحيفة «بيلد» الألمانية: «ليس هناك سبب للذعر لكن من الواضح أن ألمانيا لا تزال هدفاً محتملاً«.

وجاء هجوم ميونيخ بعد الهجوم الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية في العيد الوطني (يوم الباستيل) عندما قاد تونسي شاحنة ودهس حشوداً ما أسفر عن مقتل 84 شخصاً. وأعلن «داعش» أيضاً المسؤولية عن ذلك الهجوم.

قال وزير الخارجية النرويجي بويرجه برنده على تويتر «عمليات قتل مفزعة في ميونيخ. تحدث في ذات اليوم الذي نتذكر فيه بأسى الإرهاب البغيض الذي ضرب النرويج بشدة منذ خمس سنوات».

وعبر الرئيس الألماني يواخيم غاوك عن «صدمته الكبيرة» بعد الاعتداء «الإجرامي» في ميونيخ. وقال في بيان: «إن الاعتداء الإجرامي في ميونيخ أشعرني بالصدمة الى أقصى حد»، مؤكداً تضامنه مع الضحايا وعائلاتهم. وأعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أنه قطع زيارته الى الولايات المتحدة من أجل ان يعود الى ألمانيا.

ودعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الى جلسة لمجلس الأمن الفدرالي اثر اطلاق النار في ميونيخ بجنوب البلاد، وفق ما أعلن المتحدث باسمها. وكتب المتحدث ستيفن سيبرت على تويتر «الوزراء المعنيون في طريقهم الى برلين، وسنقوّم الوضع في أطار مجلس الامن الفدرالي».

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الدافع وراء الهجوم الدموي في مركز تجاري بميونيخ لا يزال غير واضح. وأضاف في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني «الدوافع لهذا العمل البغيض لم تتضح بالكامل حتى الآن. لا تزال تصلنا خيوط متناقضة«.

وأدان البيت الأبيض «بأشد العبارات» الهجوم على المركز التجاري في ميونيخ. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست في بيان «لا نعرف كل الحقائق حتى الآن، لكننا نعرف أن هذا عمل شنيع تسبب في مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قلب واحدة من أكثر مدن أوروبا حيوية«.

وأضاف أن المسؤولين الأميركيين سيعملون عن كثب مع نظرائهم الألمان وسيقدمون أي مساعدة ربما يحتاج التحقيق اليها.

وتعهد الرئيس الأميركي بدعم ألمانيا وقال «لا نعرف بعد على وجه التحديد ماذا يحدث هناك لكن بالطبع قلوبنا مع من أصيبوا«. ودان البيت الأبيض الهجوم مرجحاً أنه هجوم إرهابي.

وقالت هيلاري كلينتون المرشحة الديموقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية إنها تتابع «الموقف المروع» في ميونيخ. وقالت على «تويتر» «نساند أصدقاءنا في ألمانيا وهم يسعون لتقديم المسؤولين عن ذلك للعدالة«.

وقال دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية في تعليقه على هجوم ميونيخ إن على الولايات المتحدة أن تقوم بكل ما تستطيع للقضاء على الإرهاب. وأضاف في صفحته بموقع فايسبوك «لا يمكن لهذا أن يستمر صعود الإرهاب يهدد طريقة الحياة لكل المتحضرين.. وعلينا أن نقوم بكل ما نستطيع» لإبعاده عن البلاد.

(ا ف ب، رويترز، العربية.نت، سكاي نيوز)
الصفحة الأولى



نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.
إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّائها!

BEIRUT WEATHER

  الأكثر قراءة




  الوفيات


القاضي الشاعر محمد شمس الدين

علمٌ قضائيٌ بارز ، وشاعِرٌ مُرهف وصحافي سابق مؤسس صوت البقاع، ذلك هو باختصار القاضي الراحل والأديب محمد شمس الدين. والذين عرفوه أحبوا فيه تلك الصّفات المميزة التي تشدّك اليه مثل التواضع الجمّ، والضمير الحي والوطنية الثاقبة، حيث كانت له في كل مناسبة وقفة وفي كل حدثٍ إيحاءً ي...







 
جب جنّين أون لاين