جب جنّين أون لاين

توافق أميركي ـ أوروبي: لا مكان للأسد


وصف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الوضع الحالي في سوريا بأنه «مروع» وجدد موقف بلاده بضرروة تنحي بشار الأسد عن السلطة قائلاً إن جميع القوى الغربية متفقة على ذلك.

وقال جونسون أحد أبرز المروجين لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والذي تقلد المنصب حديثاً ضمن حكومة رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تيريزا ماي، إن سوريا بأكملها تواجه كارثة إنسانية مطالباً روسيا باستخدام نفوذها على الأسد لإنهاء القتال.

فقد شهدت العاصمة البريطانية أمس يوماً ديبلوماسياً حافلاً، استقبل خلاله وزير الخارجية البريطاني الجديد حلفاء المملكة المتحدة الرئيسيين على الساحتين الأوروبية والعالمية. وتمحورت اللقاءات بشكل أساسي حول الأزمة السورية، بالإضافة الى أوضاع اليمن ومستقبل العلاقة الثلاثية الأميركية - البريطانية - الأوروبية في المرحلة المقبلة التي ستشهد انتهاء عضوية المملكة في الاتحاد الأوروبي.

بداية التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري الموفد الدولي للأزمة السورية ستافان دي ميستورا وبحثا كيفية العودة بالأطراف السورية الى طاولة المفاوضات ومواصلة الجهود باتجاه حل سياسي. ثم زار كيري رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في «10 داوننغ ستريت»، وشدد في اللقاء على «أهمية إنجاز البريطانيين مسار مفاوضات خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي بأنعم طريقة ممكنة، بشكل لا يعرض مصالح المملكة المتحدة أو الاتحاد الأوروبي للخطر».

ثم نزل الوزير الأميركي في ضيافة نظيره البريطاني بوريس جونسون في مقر وزارة الخارجية، وبعد اجتماع مطول شدد الوزيران على أهمية الإسراع في إنهاء الوضع الإنساني المأسوي الذي طال أمده في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي بحثا سبل حل الأزمة السورية في اتصال هاتفي.

وقال كيري إن الولايات المتحدة وروسيا تعتزمان اتخاذ «خطوات ملموسة» في ما يخص الاتجاه الذي تعتزمان المضي فيه بشأن سوريا.

وفي هذا السياق أيضاً حدد جونسون السياسة البريطانية المقبلة تجاه دمشق مشدداً على أن «الجميع في الغرب متفقون على ضرورة تنحي بشار الأسد عن الحكم في سوريا لأن البلاد لن تعرف حلاً في حال بقي في السلطة».

وأضاف أن «بريطانيا ترى أن إنهاء معاناة الشعب السوري غير ممكنة في حال استمرار الأسد، ونحن نعتبر أن من الأهمية والضرورة الملحة أن تُجمع الأسرة الدولية بما فيها روسيا على هذه الحقيقة».

وأعرب جونسون عن قلقه من «حصار قوات الأسد وحلفائه لمناطق عدة في سوريا وبخاصة داريا وحلب».

وأكد كيري أن «واشنطن تواصل جهودها من أجل التوصل الى حل سياسي»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة وروسيا تفهمان جيداً ما تحتاج له سوريا»، في إشارة منه ربما الى تقارب مستجد في وجهات النظر من دون أن يوضح المزيد حول هذه النقطة أكثر من الاعتيادي المتعلق بضرورة إيصال المساعدات الإنسانية ووقف القتال. ورداً على سؤال حول ما كان كتبه سابقاً في صحيفة «التلغراف» عن التعاون مع بوتين والأسد ولماذا الآن يريد الديكتاتور السوري خارج السلطة، أوضح جونسون «المشكلة أن من يقرأ كتاباتي ينظر اليها بسطحية. إن موقفي منذ البداية هو ضرورة تنحي بشار الأسد عن السلطة وهذا الموقف لم يتغير يوماً«. أضاف «يجب على الدول التي لديها تأثير على الأسد مثل روسيا وإيران إجباره على الالتزام بوقف إطلاق النار والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول الى كل من يحتاج لها على الأراضي السورية». فسئل عما إذا كانت روسيا تُمارس فعلاً ضغوطاً في هذا الاتجاه فأجاب «كما علمت من الوزير كيري فإن محادثاته في موسكو منذ يومين كانت إيجابية».

وكرر صحافيون أسئلتهم حول الإهانات التي وجهها جونسون في كتاباته الى الرئيس الأميركي باراك أوباما والمرشحين الرئاسيين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب فأجاب «مجدداً تسألون هذه الأسئلة. وتصرون على كتاباتي الصحافية خلال السنوات الماصية. أعتقد أن هناك مواضيع أهم بكثير يجب أن تسألوا عنها»، وعاد وفتح موضوع الأزمة الإنسانية في سوريا معتبراً أن «الشعب السوري محاصر بين شرين الأسد من جهة وإرهاب داعش والنصرة من جهة أخرى. يجب أن ننهي هذا الوضع الجهنمي. نعم مسار الحل صعب ولكن علينا بذل كل ما في وسعنا لحل يوصل الى عملية انتقال للسلطة يخرج فيها الأسد من الحكم ويتحد النظام السوري والمعارضة المعتدلة بعده في إدارة وحدة وطنية تجمع السوريين الديموقراطيين في وجه المتطرفين والتنظيمات الإرهابية. هذا هو السيناريو الوحيد الذي يمكن أن يخرج سوريا من الداومة المأسوية التي تعيشها».

وعقب مؤتمرهما الصحافي، جلس الوزيران البريطاني والأميركي الى طاولة لقاءات موسعة خصصت للأزمة السورية ضمت الممثلة العليا لخارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا وايطاليا جان مارك ايرولت وفرانك فالتر شتاينماير وباولو جنتيلوني.

وعلى هامش المباحثات أعرب ايرولت عن تخوفه من حصول مجزرة في حلب وداريا الواقعة في ريف دمشق والمحاصرة من قبل النظام». ووصف الوزير الفرنسي داريا بأنها «رمز للثورة ضد الأسد ولهذا نحن نخشى أن يرتكب مجرزة فيها».

وغمز ايرولت من قناة الأميركيين متهماً اياهم بصورة غير مباشرة بالتراخي في التعاطي مع خطورة الوضع الميداني فقال «فرنسا لن تغمض عينيها عن مأساة حلب. وبالطبع لا يمكن أن نرضى بانتظار روزنامة الانتخابات (في إشارة الى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة) لكي نطلق نداء جدياً لمساعدة المحاصرين».

وشدد ايرولت على الضرورة الملحة «للضغط على روسيا لكي تضغط بدورها على الأسد. وأمل أن يكون هذا الأمر على طاولة البحث بكل جدية خلال لقاءات التحالف الدولي ضد داعش الذي سيُعقد في واشنطن الخميس». وختم ايرولت بالقول «أصبح من الملح أكثر من أي وقت مضى إنجاز عملية انتقال سياسي في سوريا، وفقاً للقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وللبيان الصادر عن المجموعة الدولية لدعم سوريا في 17 أيار الفائت«.

وعقب الاجتماع الخاص بسوريا قال المضيف بوريس جونسون في تصريح مقتضب «نريد أن نرى انخفاض مستوى العنف وتحسين وصول المساعدات في سوريا واستئناف محادثات الأمم المتحدة بشأن عملية السلام السورية». ثم اختتم جونسون وكيري يومهما الديبلوماسي الحافل بلقاء حول اليمن مع نظيريهما السعودي عادل الجبير والإماراتي عبدالله بن زايد.

وفي سوريا قال المرصد السوري إن ما لا يقل عن 56 مدنياً قتلوا في ضربات جوية إلى الشمال من مدينة منبج المحاصرة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» وتقع في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا.

وأضاف أن سكاناً يعتقدون أن الضربات نفذتها طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وقال إن بين القتلى 11 طفلاً وإن هناك عشرات المصابين.

وقتل 21 شخصاً الاثنين في ضربات يُعتقد أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة نفذها بمنطقة الحزاونة في منبج كذلك.

كما قتل 21 مدنياً، بينهم ستة أطفال، في قصف جوي يُعتقد أنه روسي استهدف بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي في شمال سوريا، في حصيلة جديدة للمرصد السوري.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «ارتفعت حصيلة قتلى القصف الجوي الذي يُعتقد أنه روسي واستهدف المنطقة الصناعية في بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي الى 21 مدنياً بينهم ستة أطفال».

وأشار المرصد الى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع نتيجة وجود جرحى في حالات خطيرة.

واستهدفت الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الأحياء الشرقية، ما أسفر وفق المرصد السوري عن مقتل «ثلاثة مدنيين، بينهم طفل، في حي الصالحين، فضلاً عن طفلين اثنين آخرين في حي المشهد».

المصدر : المستقبل



نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.
إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّائها!

BEIRUT WEATHER

  الأكثر قراءة




  الوفيات


القاضي الشاعر محمد شمس الدين

علمٌ قضائيٌ بارز ، وشاعِرٌ مُرهف وصحافي سابق مؤسس صوت البقاع، ذلك هو باختصار القاضي الراحل والأديب محمد شمس الدين. والذين عرفوه أحبوا فيه تلك الصّفات المميزة التي تشدّك اليه مثل التواضع الجمّ، والضمير الحي والوطنية الثاقبة، حيث كانت له في كل مناسبة وقفة وفي كل حدثٍ إيحاءً ي...







 
جب جنّين أون لاين