جب جنّين أون لاين

الحريري: معركة وحدة واعتدال لبنان لن تنتهي في الغد


أكّد الرئيس سعد الحريري أن «المعركة التي نقوم بها من أجل وحدة واعتدال لبنان هي معركة لن تنتهي في الغد«، مشدّداً على أن مسيرة الشهيد رفيق الحريري يجب أن تُكمل«، مشيراً إلى أنه «لسوء الحظ خلال السنوات الماضية، كان هناك الكثير من العصي التي وضعت في الدواليب لمنعنا من أن ننجز«، واعداً أنه خلال الأشهر المقبلة «نِصف تيار المستقبل سيكون من الشباب والشابات لكي نتمكن من النهوض بلبنان، فالشباب هم أساس هذا البلد».

كلام الحريري جاء خلال رعايته ومشاركته في إفطار «اتحاد جمعيات العائلات البيروتية« الذي أقيم غروب أمس في مركز «بيال» في حضور الوزير محمد المشنوق، النائب عمار حوري ممثلاً الرئيس فؤاد السنيورة، النواب محمد قباني، جان أوغسابيان، عاطف مجدلاني وعماد الحوت، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، عدد من الوزراء السابقين، ممثلين عن قادة القوى الأمنية وشخصيات سياسية واقتصادية ودينية.

وقال الحريري: «أنا سعيد جداً أن أكون بين اتحاد عائلات بيروت. في بيروت، تلك المدينة التي أحببتها أنا وأحبها الشهيد رفيق الحريري كعشيقة وحبيبة له، وهذه نفس مشاعري أنا أيضاً. من هنا مشوارنا طويل ونضالنا لنهضة بيروت وإعادتها لسابق عهدها هو نضال طويل. هذه المعركة التي نقوم بها من أجل وحدة واعتدال لبنان هي معركة لن تنتهي في الغد. بدأت باغتيال الشهيد رفيق الحريري، وكان الهدف من الاغتيال إنهاء هذه المسيرة، ولكن أنتم، عائلات بيروت وأهل بيروت وأهل لبنان ككل، وقفتم وطالبتم بالحقيقة والعدالة وبأن مسيرة الشهيد رفيق الحريري يجب أن تُكمل. لسوء الحظ خلال السنوات الماضية، كان هناك الكثير من العصي التي وضعت في الدواليب لمنعنا من أن ننجز. فكل مسيرة رفيق الحريري مبنية على الإنجاز، وكل المراحل التي نمر بها منذ عملية الاغتيال هي محاولة تعطيل هذه المسيرة. ولكن الحمد لله أنجزنا المحكمة الدولية وأموراً أخرى، ويبقى هناك الكثير الكثير لإنجازه. واليوم انتخبنا بلدية جديدة لبيروت، برئاسة جمال عيتاني الذي نتابعه ليل نهار، وإن شاء الله سترون الإنجازات في السنوات المقبلة«.

وختم: «أنتم في اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، أنتم الرافد الأساسي لتيار المستقبل، الدينامو الفعلي له، وأنا أشكركم جميعاً وأشكر سماحة المفتي عبد اللطيف دريان. لقد وعدت بإجراء إصلاح في «تيار المستقبل»، وسترون في الأشهر المقبلة إن شاء الله أن نِصف التيار سيكون من الشباب والشابات لكي نتمكن من النهوض بلبنان، فالشباب هم أساس هذا البلد، هذا ما آمن به رفيق الحريري، وهذا ما أؤمن به أنا، ورمضان كريم عليكم جميعاً إن شاء الله».

وكان رئيس الاتحاد الدكتور فوزي زيدان ألقى كلمة اعتبر فيها أن «بيروت بوجودك، يا دولة الرئيس، بين أحبائك وأنصارك هي غير بيروت بغيابك عنهم، فمنكم يستمدون العزم ويستعيدون الأمل بوطن آمن وحياة مزدهرة ومستقبل مشرق».

وأضاف «بيروت مدينة عريقة.. تستحق منا ومن كل المسؤولين الاهتمام بشؤونها والحفاظ على جمالها وتراثها، فهي عاصمة الوطن ومركز ثقله السياسي وعصب اقتصاده. ونحن في الاتحاد نضع قضايا بيروت وحقوق أهلها نصب أعيننا، نعمل على تعزيز وجود البيارتة في إدارات الدولة ومؤسّساتها، ونتابع ملفاتها الإنمائية والخدماتية والبيئية مع الوزراء المختصين ومحافظ المدينة والمجلس البلدي، واستطعنا تحقيق بعض الإنجازات ولكن المشكلات كثيرة والطريق أمامنا ما زالت طويلة ووعرة«.

وأشار إلى أن «من الملفات التي ما زلنا نعمل عليها خفض الرسوم البلدية المرتفعة على القيمة التأجيرية، وإقامة مسرح يليق بالعاصمة وبإرثها الثقافي والفني وتذليل العقبات أمام إقامة مركز عُمان الثقافي، والحفاظ على الأبنية التراثية وتحويل بعضها إلى نوادٍ ثقافية وفنية، وإحياء دور البلدية في الرعاية الصحية، وتوسيع الفضاءات العامة، وتحرير الأرصفة والشوارع من المعوقات. أما الملفات الساخنة التي تحتاج إلى اهتمام زائد فهي أزمة السير المستفحلة التي تحتاج إلى وضع خطة متطورة للنقل العام وإقامة أنفاق في التقاطعات الرئيسة ومواقف عمومية للسيارات في الأسواق والأحياء، وأزمة النفايات التي بدأت تباشير حلها بقرار المجلس البلدي الجديد بتوليه هذه المسؤولية«.

وأوضح «نعوّل في معالجة هذه الملفات على اهتمام معالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق واندفاع رئيس المجلس البلدي المهندس جمال عيتاني وأعضاء المجلس وتجاوب المحافظ القاضي زياد شبيب والعين الساهرة لدولة الرئيس سعد الحريري. ولا بد من التطرق إلى الوسط التجاري في العاصمة الذي أعاد بناءه الرئيس الشهيد رفيق الحريري على طراز يضاهي في جماله العواصم الكبرى حيث جزء كبير منه يعاني شللاً نتيجة جعله مربعاً أمنياً، الأمر الذي يدفعني إلى مناشدتكم يا دولة الرئيس العمل على تحريره وإعادته كما أراده شهيدنا الكبير درة لبنان والمنطقة«.

وقال «على رغم أن الاتحاد يصب اهتماماته على الشؤون الإنمائية والاجتماعية والثقافية، إلا أن مهمته تكمن أيضاً في إشراك عائلات بيروت في الشأن الوطني والقرارات المتعلقة بالعاصمة. وهو يعبر في مواقفه عن نبض الشارع البيروتي ومواقفه الوطنية والقومية. ويؤمن بفكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونهجه نهج الانفتاح والاعتدال والتسامح والعيش المشترك الحقيقي ونبذ التطرف والعنف، ويتابع مسيرته في إقامة دولة المؤسّسات القادرة العادلة والباسطة سلطتها على كل الأراضي اللبنانية بقيادة حامل المشعل الرئيس سعد رفيق الحريري«.

وإذ توجه إلى «الذين يشككون بعروبة بيروت«، أكّد «أن تاريخها يشهد لها في مساندة القضايا العربية ومقاومة إسرائيل والعداء لها، وأن أول مقاومة وطنية ضدها يوم اجتاحت لبنان انطلقت من شوارع بيروت، في الوقت الذي كانت فيه بيئة المشككين تنثر الأرز على جنود العدو. وعندما أعلنا أن سلاح حزب الله لم يعد سلاحاً مقاوماً فلأنه تحول من مقاومة إسرائيل إلى غزو العاصمة والتحكم بإدارات الدولة ومؤسّساتها ونهب مواردها وترهيب اللبنانيين وقتل قياداتهم ورموزهم وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية بينهم. وتمدد إلى سوريا يمعن في قتل السوريين وتدمير مدنهم وقراهم دفاعاً عن نظام مستبد يحكمه سفاح مجرم، وإلى العراق واليمن لمؤازرة ميليشيات طائفية تخدم كما الحزب مشروعاً إقليمياً لا يمت إلى العروبة بصلة، مشروع قائم على تمدد النفوذ الفارسي في المنطقة العربية وإثارة الفتن المذهبية والاضطرابات الأمنية فيها وطمس هويتها العربية».

وختم زيدان متوجهاً إلى الحريري «نحن البيارتة مع خطابك الوطني الهادئ والرصين ومع نهجك نهج الاعتدال الذي يوحد لبنان ويحميه من حرائق المنطقة وفتنها، وضد الخطاب الطائفي التحريضي وضد نهج الأنانية والتطرف الذي يفتت لبنان ويدمره«.

ثم قدم رئيس الاتحاد ونائبه درع الاتحاد إلى الحريري وفاء من بيروت وأهلها وعربون محبة وتقدير.

وكان الحريري استقبل في «بيت الوسط» أمس، وفداً من السلك القنصلي الفخري في لبنان برئاسة العميد جوزف حبيس، ضم القناصل: جاك صراف، وجيه البزري، دونالد عبد وخليل زنتوت.

وأوضح حبيس بعد اللقاء أنه «جرى البحث في الوضع السياسي العام في لبنان، ولا سيما موضوع الفراغ الرئاسي والأحوال الاقتصادية والاجتماعية. وشكر الوفد الرئيس الحريري على الجهود التي يبذلها من أجل تحسين الوضع في البلاد، ناقلاً إليه تحيات الدول التي يمثلها القناصل».

ثم التقى الحريري سفيرة الفيليبين في لبنان ليا باسينانغ رويز التي قالت: «لقد سعدت للغاية بلقاء الرئيس الحريري، وهو شرف كبير لي لكونه من أشد الحريصين على حسن العلاقات اللبنانية - الفيليبينية، سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني. وقد أبدى بدوره دعمه القوي لجهود السفارة في لبنان من أجل حماية حقوق العاملين الفيليبينيين، بحيث أن هناك 26232 عاملاً فيليبينياً، 98% منهم من النساء، و97% منهن من عاملات المنازل».

وعرض مع سفير ماليزيا في لبنان بالا شاندران ثارمان للأوضاع العامة والعلاقات الثنائية.

المصدر : المستقبل



نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.
إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّائها!

BEIRUT WEATHER

  الأكثر قراءة



  الوفيات


القاضي الشاعر محمد شمس الدين

علمٌ قضائيٌ بارز ، وشاعِرٌ مُرهف وصحافي سابق مؤسس صوت البقاع، ذلك هو باختصار القاضي الراحل والأديب محمد شمس الدين. والذين عرفوه أحبوا فيه تلك الصّفات المميزة التي تشدّك اليه مثل التواضع الجمّ، والضمير الحي والوطنية الثاقبة، حيث كانت له في كل مناسبة وقفة وفي كل حدثٍ إيحاءً ي...







 
جب جنّين أون لاين