جب جنّين أون لاين

صيدا: بهيّة أقوى من الأزمة وسعد يثبّت «قوّته الفرديّة»


انتهت معركة صيدا، كما كان متوقّعاً. جدّد «المستقبل» بتحالفه مع «الجماعة الإسلاميّة» وعبد الرحمن البزري ولاية ثانية في رئاسة المجلس البلديّ لمحمّد السعودي، ومن دون أن تتمكّن لائحة «صوت النّاس» برئاسة بلال شبعان، والمدعومة من رئيس التنظيم الناصري النائب السابق أسامة سعد، من إحداث أي خرق.
ومع ذلك، لم يكن فوز «إنماء صيدا» مدوياً. التحالف المدعوم من الرباعي العامل في الشأن الصيداوي (فؤاد السنيورة وبهيّة الحريري والجماعة والبزري) بالإضافة إلى إنجازات السّعودي التي قام بها خلال السنوات الستّ الماضية وخدماته الشخصيّة ومشاريعه الإنمائيّة للعهد الجديد، لم تحصّل إلّا 15436 صوتاً (وهو ما حصل عليه الفائز الأول) من أصل أكثر من 60 ألف ناخب، وفق لوائح الشطب، اقترع منهم فعلياً ما نسبته 40 في المئة.
في المقابل، نال المرشّح على لائحة «صوت النّاس» فؤاد الصلح أعلى عدد من المقترعين صبوا للائحته: 8443 صوتاً. وحصلت «لائحة أحرار صيدا»، المدعومة من إسلاميين وسلفيين، على نسبة اصوات متدنية، وإن كانت هذه النتيجة جديرة بالدرس والاهتمام.
ولكنّ باستعادة لنتائج الـ2010، يبدو أنّ القوى السياسيّة في عاصمة الجنوب، من دون استثناء، تعيش حالة من التّراجع السياسيّ والشعبي، ولو كان الأمر «فاقعاً» أكثر لدى داعمي لائحة السّعودي.
في العام 2010، وصلت نسبة المقترعين إلى 56%، ونال السّعودي الذي كان على لائحة التّحالف نفسه 19145 صوتاً، فيما حظي كاتب عدل صيدا السابق عبد الرحمن الأنصاري الذي خاض الانتخابات مدعوماً من رئيس «التنظيم الشعبيّ الناصري» الدكتور أسامة سعد، بـ9381 صوتاً.
ويبدو جلياً أنّ الفارق الذي تعدّى الـ10 آلاف صوت في العام 2010 تقلّص في العام 2016 إلى الـ7000 صوت لمصلحة أسامة سعد. وهذا يعني أنّ هذا الفارق موزّع على القوى الأربع المتحالفة، يضاف إليها قوّة السعودي الخاصّة الذي يمثّل حيثيّة في المدينة، مقابل قوّة سعد بمفرده.
ولذلك، يتجرأ البعض على القول إنّه لو ترشّح كلّ طرف سياسيّ بمفرده في المدينة دون اي تحالف لكانت حصة سعد لا تقلّ، أو ربّما توازي، حصّة المستقبل في صيدا.
وعليه، فإنّ خلاصة الأرقام تشي بأنّ «التنظيم» كان أكثر من حافظ على قوّته، وأثبت بأنّ حالته التاريخيّة، وإن تراجعت منذ سنوات، ما زالت موجودة، ولا يمكن تجاوزها والقفز فوقها. مع أنّ سعد تأخر في إعلان لائحته التي ضمّت أسماء جديدة وشابّة غير معروفة في الشارع الصيداوي، ومن بيئة سياسية واجتماعية تنتمي إلى العمل الوطني والحزبي والشعبي وتكاد تشبه في تركيبتها لائحة «بيروت مدينتي». على عكس لائحة السعودي التي ضمّت وجوهاً مخضرمة عملت لسنوات في العمل البلدي والإنمائي والسياسيّ.
وبرغم محاولات أطراف سياسيّة عدّة «قطف» الفوز عبر الإيحاء بأنّها شكّلت رافعة للائحة السّعودي، فإنّ لائحة الحريري أثبتت بأنّها رقم لا يستهان به. ولم تؤثّر الأزمة الماديّة لـ«المستقبل» والتي تمظهرت بتراجع الخدمات وتعثر شركة «اوجيه» وعدم قبض الموظفين لدى شركات ومؤسسات الحريري في المدينة لرواتبهم، على القاعدة الشعبيّة الثابتة لـ «الحريريين».
أمّا المفارقة في صيدا فكانت قدرة «لائحة أحرار صيدا» التي يرأسها علي الشيخ عمّار وتضمّ وجوهاً إسلاميّة وسلفيّة على حصد 2748 صوتاً كانت من حصّة رئيسها. وهذا يدلّ على أنّ الحالة الإسلاميّة المتشدّدة لها حضور في المدينة وتخوض الانتخابات البلدية، وربما تفكّر لاحقاً بخوض الانتخابات النيابيّة.
ومع ذلك، يسأل متابعون: «هل هذه هي القوة الفعلية أم أنّها حصلت على تجيير أصوات إسلاميين من لائحة أخرى؟ وهل أنّ هذا الرقم حرم لائحة السعودي من رفع رصيدها، مثلما أشار البعض إلى أنّ مرشّح «مواطنون ومواطنات في دولة» محمد وليد احمد العاصي أخذ من «درب» لائحة سعد الـ293 صوتاً التي نالها؟

المصدر : السفير



نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.
إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّائها!

BEIRUT WEATHER

  الأكثر قراءة




  الوفيات


القاضي الشاعر محمد شمس الدين

علمٌ قضائيٌ بارز ، وشاعِرٌ مُرهف وصحافي سابق مؤسس صوت البقاع، ذلك هو باختصار القاضي الراحل والأديب محمد شمس الدين. والذين عرفوه أحبوا فيه تلك الصّفات المميزة التي تشدّك اليه مثل التواضع الجمّ، والضمير الحي والوطنية الثاقبة، حيث كانت له في كل مناسبة وقفة وفي كل حدثٍ إيحاءً ي...







 
جب جنّين أون لاين