جب جنّين أون لاين

تفجيرات «داعشية» دموية في طرطوس وجبلة


«داعش» الوجه الآخر لتوحش نظام بشار الأسد. الأول يستهدف الخاصرات الرخوة لأعدائه الذين هم كل من هو ليس منه وخصوصاً المدنيون والأسرى؛ والثاني يستهدف الخاصرات الرخوة أيضاً فيقترف كل يوم مجزرة ضحاياها مدنيون سوريون ذنبهم أنهم يسكنون المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

أمس حطت دموية «داعش» في مدينتي طرطوس وجبلة الساحليتين، فنفذ سلسلة من التفجيرات أدت إلى سقوط 270 شخصاً تقريباً بين قتيل وجريح. جريمة أدانها الائتلاف الوطني السوري المعارض وواشنطن والأمم المتحدة، فيما سعت موسكو إلى استغلالها بالدعوة إلى استهداف معارضي الأسد، تحت عنوان ضرب خارقي الهدنة، وجاملة الكل ضمن تنظيم «داعش» الذي تلقى أقل نسبة من الضربات الروسية منذ بدء تدخل موسكو في سوريا في نهاية أيلول 2015.

فقد ضربت صباح أمس 7 تفجيرات متزامنة، هي الأعنف في المنطقة الساحلية منذ الثمانينات، مدينة جبلة في جنوب اللاذقية ومدينة طرطوس، مركز محافظة طرطوس، وسرعان ما ارتفعت الحصيلة من 120 الى 148 قتيلاً.

ومن بين القتلى، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: 8 اطفال وعاملون في المجال الطبي وطلاب وعاملون في شركة الكهرباء.

ووقعت التفجيرات في مدينة طرطوس عند الساعة التاسعة صباحاً، وفق ما قال مصدر في شرطة المدينة. وفجّر انتحاريان أحزمتهما الناسفة في محطة طرطوس المركزية بعد تجمع الأشخاص في المكان إثر انفجار سيارة مفخخة. وبعد ربع ساعة، ضربت أربعة تفجيرات مدينة جبلة التي تبعد 60 كيلومتراً شمال طرطوس، استهدفت موقفاً للحافلات.

ونقل مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن مصادر في مدينة جبلة أن «أحد الانتحاريين ساعد على نقل الجرحى الذين سقطوا في أحد التفجيرات الى المستشفى الوطني، وحين وصل الى هناك فجر نفسه في قسم الإسعاف»، واصفاً التفجيرات بـ»غير المسبوقة» في كل من جبلة وطرطوس «حتى أن المدينتين لم تشهدا انفجارات بهذا الشكل منذ الثمانينات».

وفي إثر التفجيرات هاجمت مجموعة من المواطنين، وفق المرصد، مخيم الكرنك للاجئين في طرطوس وطردوهم منه بحجة «أنهم بشكلون حاضنة شعبية للإرهاب». ويضم مخيم الكرنك وهو عبارة عن بعض المباني قيد الإنشاء عشرات الأشخاص النازحين من محافظتي إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال).

الائتلاف الوطني السوري المعارض أدان «العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين في سوريا، وفي كل مكان«، وخص بالذكر «التفجيرات التي استهدفت (صباح أمس) مدينتي جبلة وطرطوس مخلفة عشرات الضحايا والجرحى«، محملاً نظام الأسد المسؤولية «بشكل مباشر أو غير مباشر عن جميع العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين في سوريا».

ودانت الخارجية الأميركية في بيان التفجيرات، وذكرت أن الولايات المتحدة دعت روسيا أمس، للضغط على حكومة الأسد لوقف الغارات الجوية على قوات المعارضة في حلب وضواحي دمشق. وقال متحدث باسم الخارجية إن كيري الموجود في فيتنام، اتصل هاتفياً بنظيره الروسي سيرغي لافروف وطلب منه «حض النظام على الوقف الفوري لضرباته الجوية ضد قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء في حلب وفي محيط دمشق«. وأضاف مارك تونر «روسيا لديها مسؤولية خاصة للضغط على النظام لوقف هجماته وضرباته التي تقتل المدنيين، والسماح بالوصول الفوري للمساعدات، ولكي يحترم بشكل كامل وقف الأعمال القتالية«.

واعتبرت الخارجية أن واشنطن بطلبها من موسكو وقف القصف، تعتزم إعطاء «فرصة لنجاح المحادثات السياسية» بين الأطراف المتحاربة.

ومع ذلك، قال تونر إن «مثل هذا الحل سيسمح لجميع الأطراف بالتركيز على التهديد المشترك الذي تشكله داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية».

أما في موسكو، فقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف بحث مع كيري هاتفياً مقترحات موسكو للقيام بعمليات مشتركة ضد المسلحين الذين لا يلتزمون بوقف إطلاق النار في سوريا.

وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جدد لشركائه السوريين استعداده لمواصلة التصدي «للتهديدات الإرهابية» بعد مقتل العشرات في تفجيرات بمدينتي طرطوس وجبلة. وأضاف أن بوتين قدم تعازيه للأسد.

في المواقف المنددة أيضاً، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «الاعتداءات الإرهابية»، وأعرب عن «قلقه الشديد» إزاء تصعيد المعارك قرب دمشق. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم بان إن الأخير «كرر دعوته كل أطراف النزاع في سوريا للامتناع عن مهاجمة المدنيين» والتقيد باتفاق وقف الأعمال القتالية. وأضاف أن بان طلب من جميع الدول الأعضاء «التحرك بشكل جماعي وفوري وحاسم لإنهاء المأساة الجارية في سوريا»، فيما وصفت فرنسا التفجيرات بـ»المقززة».

وفي اسطنبول، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس على هامش القمة العالمية للعمل الإنساني، إنه لا بد أن تكون هناك «عواقب» لقيام الحكومة السورية بمنع المساعدات عن المناطق المحاصرة التي تسيطر عليها المعارضة.

ورفض التعليق حول ما إذا كان المجتمع الدولي، بما فيه روسيا والولايات المتحدة، سوف يفي بأحدث تعهداته الخاصة ببدء إنزال المساعدات عبر طائرات إلى المناطق المحاصرة بحلول أول حزيران إذا لم تفتح الطرق الأرضية.

وقال الجبير لوكالة الأنباء الألمانية إنه «من الواضح أن بشار الأسد غير مستجيب لإرادة المجتمع الدولي. إنه يجر قدميه. إنه يمنع تدفق المساعدات الإنسانية لجميع المناطق. من الواضح أنه لا يوقف إطلاق النار. لا بد أن تكون هناك عواقب«، وأضاف: «إننا في حاجة لتعزيز المساعدة الإنسانية للمعارضة (السورية) وتغيير ميزان القوة على الأرض«، و«ينبغي التركيز على المشكلة الأساسية وهي الأسد» الذي دعا الى عزله.

وتابع لوكالة الأنباء الألمانية: «إذا تم التعامل فقط مع التداعيات، فإن العملية لن تنتهي أبداً«، مؤكداً أن المساعدات وحدها لا يمكن أن تكون حلًا. واعتبر أن «كل ما نفعله هو توفير الراحة لهؤلاء الذين يتعرضون للقتل. إنها ليست استراتيجية مستدامة».

(أ ف ب، رويترز، الهيئة السورية للإعلام)



نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.
إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّائها!

BEIRUT WEATHER

  الأكثر قراءة




  الوفيات


القاضي الشاعر محمد شمس الدين

علمٌ قضائيٌ بارز ، وشاعِرٌ مُرهف وصحافي سابق مؤسس صوت البقاع، ذلك هو باختصار القاضي الراحل والأديب محمد شمس الدين. والذين عرفوه أحبوا فيه تلك الصّفات المميزة التي تشدّك اليه مثل التواضع الجمّ، والضمير الحي والوطنية الثاقبة، حيث كانت له في كل مناسبة وقفة وفي كل حدثٍ إيحاءً ي...







 
جب جنّين أون لاين