جب جنّين أون لاين

انهيار دفاعات الفوعة ومقتل عناصر لـ«حزب الله» والنظام


تطور لافت شهدته الساعات القليلة الماضية في محيط بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، حيث تمكنت الفصائل المنضوية في غرفة عمليات «جيش الفتح» من السيطرة على منطقة الصواغية المتاخمة تماماً لبلدة الفوعة من الجهة الشرقية، والتي تعتبر خط الدفاع الرئيسي عن المدينة، كذلك التقدم من الطرف الغربي للبلدة والسيطرة على نقاط متقدمة في دير الزغب وتضييق الخناق على قوات النظام والميليشيات الشيعية وخصوصاً «حزب الله» الذي سقط له عدد من العناصر.

وأفاد الناطق العسكري لـ»حركة أحرار الشام« (أحد فصائل جيش الفتح) أبو اليزيد تفتناز، أن قوات النظام «انهارت بشكل مفاجئ فتقدم مقاتلو المعارضة ليسيطروا على قرية الصواغية وأربع نقاط متقدمة هي: فرن الدخان الأول، وفرن الدخان الثاني، ومؤسسة الكهرباء، والمدرسة، شمال شرق قرية الفوعة«.

وأشار إلى أن «12 مقاتلاً من قوات النظام وحزب الله قتلوا في كمين مُحكم للمعارضة خلال المعارك»، وأضاف «سنواصل التقدم باتجاه بلدتي الفوعة وكفريا حتى تكف قوات النظام عن قصف الغوطة ومدينة الزبداني في ريف دمشق».

وحول فشل المفاوضات الأخيرة وانهيارها بين حركة «أحرار الشام» والمفاوض الإيراني، أفاد العقيد مالك الكردي في تصريح لـ»السورية نت» أن النظام حانق جداً على الطريقة التي يتصرف بها الإيرانيون في سوريا وبخاصة في ما يتعلق بمفاوضات الزبداني الأخيرة، لكنه الآن في وضع حرج يحتاج فيه إلى عناصر عقائدية تدافع عنه وتمنع سقوطه على الرغم من معرفته تماماً بالثمن الباهظ مقابل ذلك.

ويضيف الكردي أن المفاوض الإيراني لديه قدرة على التلوي والالتفاف في عملية التفاوض وثقافته الدينية التي تعتمد على التقية تمنحه القدرة على ذلك.

ويرى الكردي أن المفاوضات الأخيرة حتى وإن كان الثوار في الزبداني طرف أضعف على عكس فصائل المعارضة في الشمال (محافظة إدلب) من خلال امتلاكهم السيطرة الكاملة على الأرض، لكن حتى الآن هم قادرون على الصمود ورفضهم قراراً صعباً قد تكون نتائجه إبعادهم عن أرضهم ومكان عيشهم، ولا سيما أنه ما زال لديهم شريان للإمداد وإن كان ضيقاً جداً ومحدودية في كميات الإمداد لكنها تغذي الحياة في إضافتها للإنتاج المحلي، ويحصلون على بعض الذخائر في عمليات خاصه يكرون فيها على قوات النظام تكفيهم للصمود. في حين أن الطرف الآخر (قوات النظام والميليشيات في كفريا والفوعة) يقبع تحت حصار خانق طويل وخصوصاً بعد تحرير مدينة إدلب وهو في وضع أضعف، وربما يخضع لتنازلات أكبر وهذا ما ينتظره المفاوض الثوري«.

يُشار إلى أن الاشتباكات عادت مجدداً صباح السبت في مدينة الزبداني بريف دمشق إثر انهيار المفاوضات للمرة الثانية خلال شهر، كما استأنفت قوات المعارضة قصفها على بلدتي كفريا والفوعة الشيعتين بريف إدلب والمدعومتين من إيران، وكان إصرار المفاوضين الإيرانيين والنظام على بعض بنود التفاوض حال دون استمرار وقف إطلاق النار.

ويعتبر بند الإفراج عن معتقلين في سجون نظام الأسد محور خلاف، فبينما طالبت المعارضة بالإفراج عن عدد من المعتقلين، أصر نظام الأسد على رفض هذا البند، ونقل الناشط بشار الباشا من مدينة بنش عن مصادر في حركة «أحرار الشام» أن إيران وافقت على بند المعتقلين لكن النظام رفض.

إضافة إلى أن إصرار المفاوضين الإيرانيين أيضاً على التغيير الديمغرافي وتهجير السكان من الزبداني أثر سلباً على سير المفاوضات، مضيفاً أن عمليات التهجير من قبل قوات النظام وميليشيا «حزب الله» اللبناني لا تزال مستمرة.

وبعد الانهيار في الفوعة، اجتاحت موجة من الغضب والتخوين ونداءات الاستغاثة شبكة «أخبار الفوعة وكفريا» في ريف إدلب على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك».

وأطلقت الشبكة نداءات استغاثة لـ»شيعة العالم»، مقرة بمقتل عشرة عناصر من ميليشيات الشبيحة. وقالت الشبكة: «نحن صابرون محتسبون ولن نسيء الظن برب رؤوف رحيم، ولكن إلى كل شيعي في هذا العالم ماذا تنتظرون، هل تقبلون أن تسبى نساؤنا وتذبح أطفالنا.. الفوعة وكفريا تستغيثكم«.

كما نقلت الشبكة نداء من شيخ يدعى أيمن زيتون، جاء فيه: «نحن نناشد الدولة والمقاومة والجمهورية للتدخل سريعاً في هذه اللحظات لقصف أعداء الله في بنش والقرى المحيطة بالفوعة، وإلا سنتخذ خطوات تصعيدية من الليلة وقد يخرج زمام الأمور من المعنيين ويحصل ما لا يحمد عقباه«.

واتهم عدد من الأشخاص في تعليقات على شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» نظام الأسد وإيران بالتخلي عن الفوعة وكفريا، مطالبين بعودة المفاوضات بين الوفد الإيراني وحركة «أحرار الشام».

وأفاد مراسل «الهيئة السورية للإعلام« في دمشق، أن العشرات من شبيحة بلدة السيدة زينب قاموا صباح أمس، بقطع طريق مطار دمشق الدولي عند جسر عقربا والجسر الخامس.

وأضاف مراسل الهيئة أن الشبيحة منعوا مرور السيارات وقاموا بإحراق إطارات السيارات، مطالبين بتدخل قوات الأسد وميليشيات «حزب الله« لفك الحصار عن قريتي كفريا والفوعة.

وأفاد مراسل الهيئة أن قوات الأسد تدخلت وحاولت فتح الطريق بعد أن قامت بإطلاق الرصاص في الهواء، لكن الشبيحة استمروا في قطع الطريق.

وندد المتظاهرون بسياسة النظام تجاه القرى والبلدات الشيعية المحاصرة شمال البلاد، واتهموا النظام بالتخلي عنهم، وطالبوه بالتحرك العسكري السريع في تحصين مواقعه قبل أن تتمكن فصائل المعارضة من التقدم باتجاه بلدتي الفوعة وكفريا، خصوصاً بعد خرق الهدنة الأخيرة قبل بضعة أيام في الزبداني والتقدم الذي أحرزته فصائل المعارضة شمالاً.

وفي ما يبدو محاولة من النظام لتخفيف الضغط عن الفوعة وكفريا وطمأنة الموالين، ارتكب النظام مجرزة في ريف دمشق راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

وأفاد مراسل «الهيئة السورية للإعلام« أن طيران النظام الحربي شن غارتين على السوق الشعبي وسط بلدة عين ترما وبعد فترة وجيزة شن غارتين على منطقة قريبة من السوق، مشيراً الى أن استهداف النظام كان مباشراً للسوق، في حين تعمد قصف محيط السوق لقتل أكبر عدد من المدنيين، وذلك لأن الوقت كان في فترة انتشال الضحايا وإسعاف الجرحى.

ولفت مراسل الهيئة إلى سقوط 16 شهيداً والى وجود عشرات الحالات الحرجة بين الجرحى، وفي ظل وضع كارثي تعيشه معظم المشافي الميدانية في الغوطة الشرقية.

كما شن طيران النظام غارات جوية على مدن عربين وزملكا وحمورية وحرستا ومديرا في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، فضلاً عن دمار واسع لحق بالمساكن المدنية.

وفي سياق متصل، وجه المجلس الثوري لبلدة مضايا في ريف دمشق نداء إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول العربية والإسلامية لوقف الهجمة التي تتعرض لها البلدة، وفك الحصار الخانق عنها.

وقال مجلس بلدة مضايا في بيان له أمس إن «بلدتي مضايا وبقين تتعرضان من ثلاثة أشهر لحرب إبادة طائفية ممنهجة من قبل قوات الأسد وميليشيات الحقد الطائفي المتمثلة بحزب الله اللبناني، عبر فرض حصار غذائي خانق على المنطقة«.

ودعا المجلس الأمم المتحدة لاتخاذ موقف مسؤول أمام ما تتعرض له مضايا ومنع حدوث «كارثة إنسانية»، حيث لم يبق غذاء أو دواء أو حليب أطفال، مما ينذر بانتشار الأوبئة والأمراض، وموت بطيء للمدنيين، ولا سيما أن بلدتي مضايا وبقين تضمان عائلات مهجرة ونازحة من مدينة الزبداني وبلدة بلودان المجاورتين.

ولفت إلى التصعيد العسكري غير المسبوق على المنطقة منذ 15 يوماً عبر استهداف قوات النظام لبلدتي مضايا وبقين بالصواريخ والبراميل المتفجرة التي خلفت عشرات الشهداء والجرحى، في ظل عدم وجود المشافي وعدم توفر الدواء، بالإضافة إلى منع اسعاف الجرحى والمصابين خارج البلدة.

يذكر أن مضايا بلدة صغيرة كان تعداد سكانها 10 آلاف نسمة لا أكثر، وهي اليوم مكتظة بالنازحين من الريف الدمشقي من داريا وجوبر والمعضمية، وقد تم ترحيل أهالي الزبداني النازحين في بلودان والمعمورة إليها أيضاً، ويقدر ناشطون أن عدد السكان فيها تجاوز 40 ألف نسمة في ظل نقص حاد بالمواد الغذائية واحتياجات الأطفال الرضع وحتى الأدوية فهي شبه معدومة.
(السورية نت، الهيئة السورية للإعلام، أورينت نت)



نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.
إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّائها!

BEIRUT WEATHER

  الأكثر قراءة




  الوفيات


القاضي الشاعر محمد شمس الدين

علمٌ قضائيٌ بارز ، وشاعِرٌ مُرهف وصحافي سابق مؤسس صوت البقاع، ذلك هو باختصار القاضي الراحل والأديب محمد شمس الدين. والذين عرفوه أحبوا فيه تلك الصّفات المميزة التي تشدّك اليه مثل التواضع الجمّ، والضمير الحي والوطنية الثاقبة، حيث كانت له في كل مناسبة وقفة وفي كل حدثٍ إيحاءً ي...







 
جب جنّين أون لاين