جب جنّين أون لاين

أنقرة: قادرون على تغيير المعطيات في سوريا


أكدت تركيا أن هجومها ضد متمردي حزب العمال الكردستاني وتنظيم «داعش» يمكن ان «يغير التوازن» في سوريا. وفيما أكدت أنقرة وواشنطن اتفاقهما على ضرورة إنهاء وجود «داعش» في شمال سوريا، وسعت تركيا من مروحة اتصالاتها لتأمين أوسع دعم لخطتها، وبحث الرئيس رجب طيب اردوغان الملف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومع الرئيس العراقي فؤاد معصوم.

وأوضح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مقابلة نشرتها الصحف التركية أمس إن «تركيا قادرة على ان تستخدم القوة بشكل فعال من شأنه ان يساعد في تغيير التوازن في سوريا، والعراق وجميع انحاء المنطقة».

واضاف داود اوغلو «لا نريد أن نرى داعش على الحدود التركية»، لكنه اكد في الوقت ذاته ان انقرة «لن ترسل قوات برية».

وقال إن أنقرة وواشنطن متفقتان على الحاجة إلى توفير غطاء جوي للمعارضة السورية المعتدلة في قتالها ضد «داعش»، وتابع لقناة «ايه.تي.في« التركية في مقابلة أذيعت على الهواء مباشرة «ما لدينا الآن هو غطاء جوي لإخلاء منطقة من «داعش« ودعم المعارضة المعتدلة حتى تستطيع السيطرة على تلك المنطقة«.

وبشأن الهجوم الذي شنه مقاتلو «حزب العمال الكردستاني» وأسفر عن مقتل جنديين تركيين بانفجار سيارة مفخخة في جنوب شرق تركيا، قال داود اوغلو «هذه الهجمات تهدد الديمقراطية» مؤكدا خلال المقابلة التي اجريت السبت، عدم شعوره باي عداء تجاه اكراد سوريا.

واضاف «اذا قطع حزب الاتحاد الديموقراطي علاقاته مع نظام (بشار) الأسد، ولم يشكل اي تهديد لتركيا (...) فسيكون بامكانه أن ينضم إلى التحرك من أجل سوريا ديمقراطية». وتابع «لكن اذا حاول القيام بعملية تطهير عرقي في المنطقة (...) فان الامور ستكون مختلفة».

واتهمت تركيا مؤخرا أكراد سوريا بتنفيذ حملة «تطهير عرقي» في المناطق الخاضعة لسيطرتهم معربة عن القلق حيال قيام كيان كردي مستقل معاد لها على حدودها الجنوبية.

وتقوم أنقرة بحملة ديبلوماسية لتأمين أوسع دعم لخطتها للتدخل في شمال سوريا، وفي هذا السياق قال الكرملين في وقت متأخر الليلة قبل الماضية إن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ناقش مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الوضع في الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق، فضلا عن تعزيز التعاون للتصدي لـ»داعش».

وذكر الكرملين في بيان أنه خلال الاتصال الهاتفي أكد الجانبان أنه يجب على جميع الدول المعنية تعزيز الجهود للتصدي بنجاح لانتشار الارهاب والتطرف.

وبحث الرئيس العراقي فؤاد معصوم خلال اتصال هاتفي أجراه أمس مع أردوغان التطورات الأخيرة في الحرب ضد الإرهاب في المنطقة.

وأوضح بيان رئاسي عراقي أن الرئيس معصوم أكد خلال الاتصال أن قرار تركيا المشاركة في الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، كفيل بالمساهمة بشكل فعال في تقليص خطر الإرهاب على عموم دول المنطقة.

وأكد الرئيس التركي مضي بلاده قدمًا لجهود محاربة الإرهاب، مشيرًا إلى قرار بلاده بفتح أجوائها أمام التحالف الدولي لمحارية الإرهابيين ودحرهم.

وفي اديس ابابا التي يزورها الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن مسؤول اميركي كبير ان الولايات المتحدة وتركيا متفقتان على العمل معا لتطهير شمال سوريا من تنظيم «داعش».

وقال المسؤول لوكالة فرانس برس «الهدف هو اقامة منطقة خالية من تنظيم داعش وضمان قدر اكبر من الامن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سوريا».

وقال المسؤول الاميركي انه «لا يزال يتعين العمل على وضع تفاصيل» هذه المنطقة، الا انه اكد ان «اي جهود عسكرية مشتركة لن تشمل فرض منطقة حظر طيران» وهو ما تريده تركيا منذ فترة طويلة. الا انه اضاف ان الاتفاق سيضمن دعم تركيا «لشركاء الولايات المتحدة على الارض» الذين يقاتلون تنظيم «داعش». الا ان العديد يشكون في ان تركيا مهتمة بالحد من قدرات الاكراد في سوريا والعراق اكثر من اهتمامها بالقتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

في غضون ذلك، قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ ان تركيا لديها جيش قوي ولا تحتاج الى مساعدة عسكرية من الحلف، وذلك في مقابلة قبل اجتماع للدول الاعضاء في الحلف يعقد بطلب من انقرة.

وقال ستولتنبرغ في مقابلة اجرتها معه شبكة «بي بي سي« البريطانية الاحد ان «تركيا لديها جيش قوي جدا وقوات امنية قوية جدا». واضاف «بالتالي لم يتم تقديم اي طلب من اجل الحصول على دعم عسكري اساسي من الحلف الاطلسي».

ويجتمع سفراء الدول الـ28 الاعضاء في الحلف اليوم في بروكسل بطلب من تركيا لاجراء مشاورات حول تصاعد التوتر بين انقرة من جهة والمتمردين الاكراد وتنظيم الدولة الاسلامية من جهة اخرى.

وذكّر ستولتنبرغ بأن الحلف الاطلسي نشر منذ مطلع العام 2013 صواريخ باتريوت في جنوب شرق تركيا لتعزيز الدفاعات الجوية لهذا البلد.

وبشأن عمليات القصف التركية التي جرت في الوقت نفسه في شمال العراق واستهدفت مواقع لـ»حزب العمال الكردستاني« بينما يقوم الاكراد بدور رئيسي في مكافحة «داعش»، قال الديبلوماسي النروجي ان «الدفاع الذاتي يجب ان يكون متكافئا».

واوضح ستولتنبرغ مساء الاحد لشبكة التلفزيون النروجية «ان ار كا«: «حصل منذ سنوات تقدم في العمل بهدف التوصل الى حل سياسي سلمي» بين تركيا والمتمردين الاكراد مؤكدا انه «من المهم عدم التخلي عن هذا العمل».

ومنذ يوم الجمعة تقصف تركيا مواقع تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا بعدما حملت المتطرفين مسؤولية التفجير الانتحاري الذي اسفر عن مقتل 32 شخصا في 20 تموز في مدينة سوروج.

لكن تركيا وسعت حملتها العسكرية عبر الحدود لتستهدف مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، في اعنف حملة ضدهم منذ اربع سنوات. في المقابل تبنى الثوار الاكراد الاربعاء قتل شرطيين تركيين في جيلان بينار قرب الحدود مع سوريا.
(أ ف ب، رويترز، واس)



نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.
إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّائها!

BEIRUT WEATHER

  الأكثر قراءة




  الوفيات


القاضي الشاعر محمد شمس الدين

علمٌ قضائيٌ بارز ، وشاعِرٌ مُرهف وصحافي سابق مؤسس صوت البقاع، ذلك هو باختصار القاضي الراحل والأديب محمد شمس الدين. والذين عرفوه أحبوا فيه تلك الصّفات المميزة التي تشدّك اليه مثل التواضع الجمّ، والضمير الحي والوطنية الثاقبة، حيث كانت له في كل مناسبة وقفة وفي كل حدثٍ إيحاءً ي...







 
جب جنّين أون لاين