في ظل الإيجابيات التي طغت على ملف العسكريين المخطوفين في اليومين الماضيين وآخرها من نشرته «المستقبل« في عددها الصادر أمس عن تحرير العسكريين المحتجزين لدى جبهة «النصرة« خلال عشرة أيام، ينتظر الأهالي بفارغ الصبر عودة أبنائهم الى أحضان عائلاتهم في القريب العاجل. ويأملون في حديث الى «المستقبل» أن «تشمل الفرحة جميع الأهالي وليس فقط الذين تأسر أبناءهم جبهة النصرة»، مشيرين الى أن «سفر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الى قطر وزيارة الرئيس سعد الحريري الى هناك، دليل على أن الحل بات قاب قوسين أو أدنى، ونأمل ترجمته في الأيام المقبلة بحسب ما تشير المعلومات».

الأجواء التفاؤلية انسحبت أمس على خيم الأهالي في ساحة رياض الصلح، حيث الارتياح بدا على وجه الأهالي، خصوصاً بعد زيارة اللواء إبراهيم لرئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث بحث معه ملف العسكريين المخطوفين. فتمنى حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف، أن «تكون الإيجابيات التي يُحكى عنها في الملف دقيقة وصحيحة، لأن الأهالي تعبوا وليس لديهم القدرة على التحمل أكثر»، مشيراً الى أنهم «حاولوا التواصل مع اللواء إبراهيم والوزير أبو فاعور من دون أي نتيجة». وقال: «على ما يبدو هناك توجه نحو إنهاء هذا الملف، ولا نستطيع تحديد الأيام كأهالي، وكل المعلومات الصحفية التي تتحدث عن إيجابيات هي فأل خير»، مشيراً الى أنه «حتى الآن لم نتأكد من صحة المعلومات التي تحدثت عن نقل عسكريين محتجزين لدى داعش الى محافظة الرقة، ووصلتنا معلومات عن أن هذا الموضوع جرى والسبب هو تجزئتهم من أجل نقلهم خوفاً على حياتهم، وهم حريصون على عدم إصابة أي منهم بأذى، جراء ما يتعرضون له من قصف شبه يومي من قبل النظام السوري والجيش اللبناني وحزب الله».

ورأى يوسف أنه «إذا كان هذا الأمر قد حصل، فنحن نضعه في خانة الإيجابيات لقرب حل الملف، نظراً الى أن الرقة قريبة من الحدود السورية التركية، التي تجري فيها المفاوضات بين الدولة اللبنانية وقطر وتركيا من جهة والجماعات الخاطفة من جهة أخرى»، معتبراً أن «الايجابيات التي ستترجم على الأرض في الأيام المقبلة على صعيد ملف النصرة، من شأنها أن تنعكس إيجاباً على ملف داعش، علماً أنه وردتنا معطيات عن توجه قوي لدى داعش من أجل تحريك المفاوضات بسرعة»، آملاً في أن «تترجم هذه الإيجابيات على الأرض في أسرع وقت ممكن، خصوصاً بعد الزيارة المشكورة التي قام بها الرئيس سعد الحريري لقطر، وبحثه ملف أبنائنا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، كما وعدنا خلال زيارتنا له بأنه لن يتخلّى أبداً عن ملف أبنائنا».

من جهته، قال حسين جابر، عمّ العسكري المخطوف ميمون جابر وخال العسكري المخطوف ناهي أبو قلفوني: «لا يمكننا التعويل كثيراً على هذه الإيجابيات، طالما أننا في وقت سابق وصلنا الى مراحل متقدمة في المفاوضات وعدنا في اليوم التالي الى نقطة الصفر»، آملاً أن «تكون هذه الإيجابيات صحيحة وأن لا تفشل الجهود المبذولة اليوم في إنهاء معاناتنا وأبنائنا». وشدد على أنه «على الرغم من التفاؤل الموجود لدينا بقرب الحل، إلا أن الخوف يبقى سيد الموقف، من إمكان حصول اي انتكاسة جديدة في الملف، ممكن أن تعود بنا من جديد الى نقطة الصفر»، متمنياً أن «تتم ترجمة الإيجابيات على الأرض في القريب العاجل».

بدوره، اعتبر فادي مزاحم، عمّ العسكري المخطوف لامع مزاحم، أن «هناك أكثر من بصيص أمل في ملف أبنائنا، ونأمل أن نسمع هذه الإيجابيات وأن تترجم على أرض الواقع قريباً«، مشيراً الى أن «سفر اللواء إبراهيم الى قطر لمتابعة الملف، يدل على وجود إيجابيات». وأمل أن «يسمع الأهالي في الأيام المقبلة أخباراً إيجابية، تؤدي في نهاية المطاف الى إنهاء معاناتنا»، داعياً الى «حل الملف على قاعدة السلة المتكاملة، عوضاً عن تجزئته، لأن من شأن ذلك أن يزيد الجرح عند أهالي المخطوفين لدى داعش».

( المستقبل )