جب جنّين أون لاين

الحوار «يقتحم» مخيم النازحين في جرود عرسال!


لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والعشرين بعد الثلاثمئة على التوالي.
وجدت «عاصفة الحزم» من يناصرها من اللبنانيين، لكن عاصفة مصادرة الحريات وإسكات الأصوات التي لم تهادن كل «الوصايات» الجديدة والقديمة، لم تجد من يناصرها من «أهل الحزم».
وللمحكمة الخاصة بلبنان، أن تمثُل، غدا، أمام قناة «الجديد» ممثلة بنائبة مديرة الأخبار كرمى خياط، وللحكومة اللبنانية أن تلتزم الصمت بعدما تلقت «درسا» استوجب أكثر من توبيخها على خلفية نقل مقابلة تلفزيونية، فكيف اذا دافعت عن سيادة بلد هي المسؤولة الأولى عن حمايته؟.
غدا، ستدخل كرمى خياط الى قلب كل قلب.. وبيت لبناني، ولن تجد المحكمة الا من يرذلها لأنها تستوي في مهمتها مع من يريد للبنان أن يخسر مزاياه التاريخية لا بل التأسيسية، وفي طليعتها ميزة الحرية.
وعليه، فان التضامن مع «الجديد» في مواجهة «مسرحية لاهاي» ليس تضامنا مع الاعلام، بل مع الكرامة الوطنية لكل لبناني، سواء كان اعلاميا ام لا، ما يستدعي «تحرير» هذه القضية من الاصطفافات السياسية وجعلها موضع اجماع وطني.
جلسة الحوار
وتحت ظلال عين التينة، استراحت عاصفة السجال السياسي بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، قرابة الساعتين ونيف من الوقت، لتفسح المجال امام انعقاد الجلسة العاشرة للحوار التي التأمت فوق حافة الهاوية اليمنية.
وثبت، مرة أخرى، ان القرار السياسي بحماية الحوار من الرصاص المحلي والاقليمي الطائش لا يزال ساري المفعول، بدءا بالرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري لبنانيا، مرورا بالرياض وطهران إقليميا، وصولا الى واشنطن وعواصم كثيرة دوليا.
ولئن كان يُسجل للحوار قدرته على الاستمرار والصمود، إلا ان الملاحظ انه يعاني من معضلة اساسية تكمن في ازدواجية السلوك، حيث يتأرجح بعض أطرافه بين استكمال الحوار ومواصلة التصعيد «الشعبوي» في الوقت ذاته، ما يؤدي الى تعطيل مفاعيل الجلسات بسرعة بعد دقائق من انتهائها!.
وتحت سقف متواضع، التأمت الجلسة العاشرة التي وصفتها مصادر مطلعة بانها «كانت عادية»، موضحة انه لم يتم التطرق خلالها الى الملف اليمني الذي أضيف على ما يبدو الى القضايا الخلافية المحيّدة.
أما السجال الذي احتدم بين «حزب الله» و «المستقبل» في الايام الماضية تحت وطأة الخلاف حول الحرب السعودية على اليمن، فقد جرى المرور عليه سريعا، وكان تشديد على حق كل طرف باتخاذ الموقف الذي يراه مناسبا، إنما من دون تجريح.
وكشفت المصادر أن جزءا من البحث تركز على بلورة الإجراءات الميدانية التي يجري تحضيرها لتفكيك مخيم النازحين السوريين الواقع بين بلدة عرسال وجرودها، بعدما أصبح يشكل عبئا أمنيا على المنطقة والجيش اللبناني.
وعرض وزير الداخلية نهاد المشنوق تصور وزارة الداخلية لكيفية إزالة المخيم وتوزيع النازحين المقيمين فيه على مخيمات متفرقة في البقاع الشمالي، علما أن «حزب الله» وحركة «أمل» أبديا الموافقة على مبدأ إزالة المخيم وتوزيع النازحين على نقاط أخرى.
وتناول النقاش أيضا مسائل أمنية متفرقة تتعلق بتثبيت الخطط الأمنية في المناطق وإمكان تعميمها «قريبا» على بيروت والضاحية الجنوبية.
كما تم البحث في مشروع الموازنة العامة، والجهد الذي يمكن بذله لتسهيل اقراره والتوافق عليه في مجلس الوزراء.
وأبلغت أوساط تيار المستقبل «السفير» ان أجواء الجلسة العاشرة كانت إيجابية، «وقد تجاوزنا ما قيل في المرحلة الماضية، مع التأكيد بان لكل طرف الحق في ان يكون له موقفه السياسي، من دون ان تكون هناك أي تداعيات على الشارع»، مشيرة الى ان النقاش حول هذه النقطة لم يستغرق الكثير من الوقت.
وأشارت الاوساط الى ان المسائل الامنية استحوذت على مساحة واسعة من الاجتماع، الامر الذي حال دون التوسع في مقاربة ملف الاستحقاق الرئاسي.
وبعد الجلسة، صدر عن المجتمعين بيان جاء فيه انهم ناقشوا استكمال الاجراءات الامنية في المناطق كافة تحصيناً للوضع الداخلي، وقضايا اخرى تهم اللبنانيين، وبعض المسائل المرتبطة بملف النازحين.
بري يدعو للتهدئة
وقال الرئيس نبيه بري امام زواره أمس انه كان على ثقة في ان جلسة الحوار العاشرة ستعقد، برغم كل الصخب السياسي الذي سبقها، كاشفا عن انه طلب من معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل ان ينقل الى وفدي «حزب الله» و «المستقبل» ضرورة التهدئة وعدم التصعيد في المواقف السياسية.
وتساءل بري: لماذا لا يقتدي الطرفان بمواقف إيران والسعودية اللتين، وبرغم الخلاف بينهما، تحرصان على التخاطب بنبرة منخفضة ومقبولة.
وأكد بري انه مطمئن إلى مناعة الحوار وقدرته على تجاوز الاختبارات التي يواجهها، لافتا الانتباه إلى أن كلا من السيد نصرالله والرئيس الحريري يتمسكان به.
واعتبر أن المطلوب تعميم الحوار اللبناني على العالم العربي، لأنه لا بديل عنه لمعالجة الأزمات القائمة، وإلا فانتظروا زيادة عدد الكراسي في الجامعة العربية لان عدم الحوار والتفاهم سيؤدي الى الدفع في اتجاه التقسيم ونشوء دول جديدة.
المشنوق يصعّد..
وفيما علمت «السفير» ان المشنوق أبلغ المجتمعين في ختام جلسة الحوار أمس انه متوجه الى فندق «فينيسيا» لإلقاء كلمة في احتفال بيروتي تكريمي له، وان وفد الحزب أبلغه انه في حال لجأ الى التصعيد الكلامي فسيتم الرد عليه، بادر المشنوق فعلا الى شن حملة عنيفة على إيران ومرشدها الامام علي الخامنئي من دون ان يسميه.
وقال المشنوق: سمعنا قبل أيام كلاماً يتوعد المملكة العربية السعودية بالهزيمة وبتمريغ أنفها بالتراب، وأنا أقول من بيروت التي عانت من صاحب الكلام ومن مدرسته بقدر ما عانت من اسرائيل.. أن من سيُمرّغ أنفه بالتراب هو كل من احترف ثقافة العدوان والإلغاء وتزوير الارادات والتطاول على الشرعيات.
وتوجه المشنوق الى جمهور «حزب الله» بالرسالة الآتية (...): أقول لأهلنا الذين يُدعَون للإحتشاد الجمعة المقبل (مهرجان التضامن مع اليمن في مجمع سيد الشهداء)، أين المسؤولية، في الكلام الذي تسمعونه، عن أرزاق وعيش مئات الاف اللبنانيين في دول مجلس التعاون الخليجي؟ أين الوطنية حين يلصقونكم بالدكتاتوريات القاتلة والمجرمة؟
«حزب الله» وعون يتضامنان مع «الجديد»
على خط آخر، اعتبر رئيس لجنة الاعلام النيابية وعضو وفد «حزب الله» الى الحوار النائب حسن فضل الله «ان الاعلام اللبناني يتعرض لحملة ترهيب سياسي من خلال الحملة المنظمة التي تشنها عليه دول وهيئات سياسية وعلى رأس هذه الهيئات ما يعرف باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي وُلدت من خارج اطرنا الدستورية والوطنية ولا نقر لها بأي شرعية.» ونبه الى ان مفهوم الحريات يتعرض لتهديد خطير من قبل المحكمة الدولية، داعيا الحكومة الى «التحرك الفوري لمواجهة هذا الانتهاك للسيادة الوطنية»، واصفا ما يحصل بأنه يندى له الجبين.
وفي سياق متصل، أكد «تكتل التغيير والاصلاح» بعد اجتماعه أمس برئاسة العماد ميشال عون ان الحرّيات الإعلامية مصانة في الدستور والمواثيق الدولية، وأضاف: ارتضينا التنازل عن سيادتنا القضائية خدمةً لما أسموه «الحقيقة» في الظروف الّتي تعرفون، إلاّ أنّنا لن نرتضي التنازل عن حرّيتنا العامّة والخاصّة الأساسية.
ملف الأمن مفتوح شمالا
أمنيا، تكشفت، أمس، تفاصيل جديدة حول كيفية تخفي الشيخ الموقوف خالد حبلص وتنقلاته بين ضهر العين ومناطق طرابلسية عدة، بواسطة إخراج قيد مزور (باسم هيثم توفيق خضر) بعد خضوعه لأكثر من عملية تجميل في وجهه وقيامه بحلق لحيته وشاربيه.
فقد ألقت مخابرات الجيش اللبناني، مساء أمس، القبض على الرقيب في شرطة بلدية طرابلس محمد سيف الدين قادر وذلك بتهمة مساعدة الشيخ حبلص واستئجار شقة له.
وقالت مصادر أمنية لـ «السفير» ان الموقوف قادر كان قد استأجر شقتين لحبلص باسمه الاولى في ضهر العين والثانية في القبة حيث كان يتنقل بينهما.
كما يواجه قادر، وهو يرتبط بصلة نسب بالشيخ الموقوف تهمة تزوير اخراجات قيد لحبلص، وتبين ان قادر كان يجمع إخراجات قيد من بعض المواطنين وإيهامهم بانه يريد تقديم طلبات لهم الى الهيئة العليا للإغاثة للحصول على مساعدات مالية وقد استخدم احد إخراجات القيد وعمل على تزويرها بوضع صورة حبلص عليها.
كما أوقف الجيش ليل أمس شخصا من آل الأسود وثانيا من آل السعيد في شارع سوريا بين التبانة وجبل محسن.


( السفير )



نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.
إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّائها!

BEIRUT WEATHER

  الأكثر قراءة




  الوفيات


القاضي الشاعر محمد شمس الدين

علمٌ قضائيٌ بارز ، وشاعِرٌ مُرهف وصحافي سابق مؤسس صوت البقاع، ذلك هو باختصار القاضي الراحل والأديب محمد شمس الدين. والذين عرفوه أحبوا فيه تلك الصّفات المميزة التي تشدّك اليه مثل التواضع الجمّ، والضمير الحي والوطنية الثاقبة، حيث كانت له في كل مناسبة وقفة وفي كل حدثٍ إيحاءً ي...







 
جب جنّين أون لاين