جب جنّين أون لاين

الجيش السوري يوسع سيطرته في الجبهة الجنوبية


تتعرض المجموعات المسلحة في سوريا إلى نكسات متواصلة، حيث لم تكد القوات السورية تطلق المرحلة الثانية من معركة الجنوب حتى «انهارت» دفاعات الفصائل، وبينها «جبهة النصرة»، وانسحبت تحت ضربات مكثفة من المدفعية والغارات الجوية من مناطق كان يمكن وصفها بالحصون. واستطاعت القوات السورية السيطرة على عدد من القرى في ريف درعا، ما يفتح الطريق أمامها لشن هجوم على تل الحارة، أهم التلال الإستراتيجية في مثلث ريف درعا ودمشق والقنيطرة.
ويأتي الهجوم الجديد للجيش لتقطيع اوصال المناطق التي يسيطر المسلحون عليها في المنطقة الجنوبية، والذي كان توقف قبل حوالى ثلاثة أسابيع جراء العاصفة التي ضربت المنطقة، مع ضربة جديدة تعرضت لها المجموعات المسلحة المدعومة من الغرب، حيث أعلنت «حركة حزم» حل نفسها واندماج مقاتليها مع «الجبهة الشامية» بعد هجوم كاسح لـ«جبهة النصرة» على معاقلها في ريف حلب. واستولت «النصرة» في الهجوم على مقر «الفوج 46» قرب الاتارب على كافة مستودعات الأسلحة، التي احتوت على صواريخ حديثة ودبابات وعربات ومدافع وذخيرة وغيرها.
في هذا الوقت، أنهى المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا اجتماعاته مع المسؤولين السوريين بالاتفاق على «إرسال بعثة من مكتب المبعوث الأممي بدمشق إلى حلب للاطلاع على الوضع فيها» تمهيداً لتحديد موعد محتمل لإعلان بدء فترة التهدئة الممتدة لستة أسابيع، والمستندة إلى وقف القصف الجوي بكل أشكاله، وإدخال مساعدات إنسانية، علما أن المنطقة المعنية بقيت محصورة بحي صلاح الدين وسط حلب. لكن «هيئة قوى الثورة في حلب»، والتي تضم «الائتلاف الوطني» المعارض، رفضت، في بيان، خطة دي ميستورا، متمسكة «بحل شامل للمأساة يتضمن رحيل (الرئيس بشار) الأسد وأركانه ومحاسبة مجرمي الحرب منهم»، وان تشمل الخطة كل المناطق السورية. (تفاصيل صفحة ١٠)
وكما كان متوقعاً، بدأت القوات السورية المرحلة الثانية من معارك الجنوب، وسيطرت على عشرات النقاط التي تمتد إلى عمق حوران والجولان والغوطة الغربية.
وذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، في بيان أمس الأول، أن وحدات عسكرية أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدات الهبارية وحمريت وخربة سلطانة في ريف دمشق الغربي وتل قرين وتلال فاطمة في ريف درعا الغربي.
وأضاف البيان إن «العمليات لا تزال مستمرة على محاور عدة في المنطقة في ظل حالة من الفوضى والانهيار الكبير في صفوف العصابات الإرهابية»، معتبراً أن «أهمية هذه النجاحات تأتي من كونها تضيق الخناق على الإرهابيين في باقي المناطق وتقطع خطوط إمدادهم، وتشكل قاعدة انطلاق لتوسيع العمليات وإنهاء الوجود الإرهابي في المنطقة».
وقام رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد علي عبد الله أيوب، أمس الأول، بجولة ميدانية على المنطقة الجنوبية، تفقد خلالها الوحدات في بلدات الهبارية وخربة سلطانة وحمريت. وأكد أن «قواتنا الباسلة اليوم أكثر تصميماً وعزماً من أي وقت مضى على سحق الإرهاب والوقوف في وجه كل من تسول له نفسه المساس بذرة تراب من أرضنا».
وأكد مصدر عسكري إحكام السيطرة على بلدة سبسبا جنوب شرق حمريت عند مدخل ريف القنيطرة، موضحا أن العمليات انطلقت ليل الجمعة الماضي بالتسلل من محاور الدناجي وتل مرعي نحو الهبارية ودير ماكر، ثم شنت القوات هجوماً أوسع من جهة دير العدس وتل مرعي، بالتزامن مع عمليات سريعة باتجاه زمرين من جهة الصنمين ومسحرة من جهة تل بزاق بهدف تشتيت تجمعات المسلحين في تلك المناطق وإجبارهم على التراجع. واستطاعت القوات السورية التقدم إلى تل المال، احدى أهم النقاط المؤدية إلى تل الحارة الاستراتيجي في ظل انسحاب المسلحين إلى مناطق في ريف درعا.
وقال مصدر عسكري، أمس، إن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة بسطت سيطرتها على منطقة رجم الصيد، المعروفة باسم تل الصياد، بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي جبهة النصرة وفلول التنظيمات التكفيرية المنهارة في المنطقة». وتقع رجم الصيد بين بلدتي كفرناسج وحمريت، وهي تشكل مع عدد من التلال الحاكمة شمال دير العدس منطقة إستراتيجية للسيطرة النارية على الطريق الواصل إلى تل المال المطل على تل مسحرة ونبع الصخر وأم باطنة المتصلة جغرافياً في بلدة الحارة وتل الحارة.
ويشير مصدر ميداني متابع لتطورات المنطقة الجنوبية إلى أن السيطرة على الهبارية تعني أن سقوط كفرناسج، احدى ابرز نقاط تمركز المسلحين، بات مسألة وقت لا أكثر، وان إحكام الطوق حولها يعني قطع الطريق أمام أي اتصال بين ريف درعا الشمالي الغربي وريف القنيطرة وتطويق مدينة الحارة للتقدم نحو التل الاستراتيجي ما يعني عزل الجبهتين عن بعضهما البعض .
وأقرت المجموعات المسلحة بسيطرة الجيش على نقاط جديدة في ريفي درعا والقنيطرة، برغم إعلان قياداتها النفير العام. وقال مصدر معارض لـ «السفير» إن «الكثافة النارية حالت دون أي إمكانية للاحتفاظ بالأرض»، مشيراً إلى أن المسلحين عمدوا إلى شن هجمات سريعة، لكن كل هذه المحاولات فشلت.
وفي الحسكة، أعلن مصدر ميداني استعادة الجيش السيطرة على أكثر من 33 قرية في ريف تل براك. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش» أفرج عن 19 أشورياً من الذين خطفهم في ريف الحسكة. وأضاف أن «الإفراج جاء بناء على قرار من محكمة شرعية تابعة للتنظيم» الذي لا يزال يختطف حوالى 200 آشوريا.



( السفير )



نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.
إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّائها!

BEIRUT WEATHER

  الأكثر قراءة



  الوفيات


القاضي الشاعر محمد شمس الدين

علمٌ قضائيٌ بارز ، وشاعِرٌ مُرهف وصحافي سابق مؤسس صوت البقاع، ذلك هو باختصار القاضي الراحل والأديب محمد شمس الدين. والذين عرفوه أحبوا فيه تلك الصّفات المميزة التي تشدّك اليه مثل التواضع الجمّ، والضمير الحي والوطنية الثاقبة، حيث كانت له في كل مناسبة وقفة وفي كل حدثٍ إيحاءً ي...







 
جب جنّين أون لاين